تمر النساء بالكثير من الفترات المتغيرة بين طفولة، ومراهقة حتى مرحلة النضج، وفي الشطر الأكبر من حياتها تصاحبها ظاهرة متكررة تُسمى بالحيض أو الدورة الشهرية، التي تنتظم في أوقات وتنقطع في أوقات أخرى. فما هي أسباب تأخر الدورة الشهرية،؟ وماهو علاج تأخرها؟ ومتى يتطلب الأمر زيارة الطبيب؟ هذا ما سنتعرف عليه معًا في المقال التالي.
أسباب تأخر الدورة الشهريةأسباب تأخر الدورة شهرية وطرق علاج تأخرها:
يمكن إعتبار تأخر الدورة الشهرية (بالإنجليزية: Late Period) من أكثر الأمور المقلقة والمزعجة عند النساء خصوصا اللواتي لديهن دورة شهرية منتظمة، وزيادة الشك في حصول الحمل عند النساء المتزوجات، فتبدأ التساؤلات تطرح عن أسباب تأخر الدورة الشهرية لدى المتزوجات. ويعتبر تأخر الحيض هو تأخر الدورة الشهرية عند الفتاة البالغة عن موعدها الطبيعي بمدة تزيد عن 10أيام.
ما المقصود بالدورة الشهرية؟
الدورة الشهرية هي ظاهرة طبيعية تحدث عند جميع النساء، تبدأ غالبا بين سن "10- 16" سنة، وتمتد حتى فترة انقطاع الطمث، عندما تصل السيدة إلى سن "45-55" سنة.
تبدأ أجسام النساء خلال فترة البلوغ وما بعدها في الإستعداد شهريًا لاستقبال حمل؛ من خلال سلسلة متواصلة من الهرمونات شديدة الإرتباط والتعقيد، عندما لا يحدث هذا الحمل فالرحم يتخلص من بطانته، فتخرج على شكل نزيف مهبلي في أوقات معينة كل شهر.
كيف يمكنك حساب دورتك الشهرية؟
يتم حساب الدورة الشهرية من اليوم الأول من بداية نزول الدم خلال الشهر الحالي إلى غاية اليوم الأول لنزوله في الشهر التالي. وتستغرق هذه الدورات في غالب الأحيان من 24 إلى 38 يومًا.
ويختلف طول مدة الدورة من سيدةٍ لأخرى بل يتختلف حتى عند نفس السيدة إختلافا شديدًا بسبب العديد من العوامل التي تتحكم في انتظام دورة الحيض، فلا بأس أن يكون طول مدة الدورة لديك هذا الشهر 26 يومًا، والأخر 30 يعتبر ذلك طبيعيا.
كيف يمكنك معرفة عدم انتظام الدورة الشهرية؟
- عند مرور أكثر من 38 يوما على آخر دورة شهرية لك.
- إذا تأخرت دورتك الشهرية لأكثر من ثلاثة أيام، في حالة أن الدورة لديك منتظمة على مدار الشهور الماضية.
- يمكنك الاعتماد على تسجيل أيام دورتك الشهرية في المدكرة لديك، أو استعمال تطبيقات الهاتف المحمول وهي متعددة الآن لمتابعة انتظام الدورة لديك، لأنك ستنسين الأمر إذا اعتمدي على ذاكرتك فقط.
ماهي أسباب تأخر الدورة الشهرية؟
1.التغيرات الهرمونية:
والتي تعتبر واحدة من أكبر الأسباب المساهمة في تأخر دورتك الشهرية بشكل غير طبيعي، إذ يعد اضطراب المبيض المتعدد الأكياس وكذلك متلازمة تكيس المبايض من أكثر الأسباب شيوعا وراء تأخر دورات الحيض.
2. الإجهاد:
يكون الإجهاد أحد العوامل الكبيرة التي تساهم في إعاقة دوراتك العادية، لأن المرأة تعاني من ضغوطات شديدة لذا قد يؤدي ذلك إلى تأخر الدورة الشهرية إلى شهرين .
3. فقرالدم ونقص الحديد:
إذا كانت المرأة تعاني من فقر الدم بسبب النقص في الحديد أو تواجه صعوبة في امتصاص الحديد، فذلك من شأنه أن يؤثر على تدفق الدم في الجسم وبالتالي تأخر الدورة الشهرية.
4. استعمال وسائل تحديد النسل:
قد ينتج عن ذلك تغيرات في الدورة الشهرية، حيث تعمل حبوب منع الحمل على تغيير الأداء الهرموني لأنها تحتوي على جرعات مكونة من الإستروجين والبروجستين ،فالهرمونات تعمل على تخفيض خصوبتك بشكل كبير، ممايؤدي إلى تأخير الدورة الشهرية.
5.إنخفاض وزن الجسم:
النساء اللاتي يعانين من نقص الوزن يمكن أن يعانين كذلك من مشاكل الدورة الشهرية الغير منتظمة أو المتأخرة.
6.الأمراض المزمنة أو الصدمات:
إن الأشخاص الذين يعانون من الأمراض المزمنة كالسكري وأمراض الاضطرابات الهضمية ومشاكل الأمعاء معرضون بشكل كبير لخطر النقص وعدم التوازن الهرموني ومشاكل تأخر الدورة الشهرية.
7. فترة ما حول سن اليأس:
لأن فترة ما حول انقطاع الطمث تشير إلى الوقت الذي يبدأ فيه الجسم في الانتقال إلى سن اليأس، بمعنى نهاية الدورة الشهرية. فمعظم النساء يعانين من هذا بين سن 40-55 سنة ، بسبب إنخفاض أعداد البويضات.
8. أمراض الغدة الدرقية:
الغذة هي التي تنظم عملية التمثيل الغذائي والتحفيز الهرموني للجهاز التناسلي أيضًا، لهذا يمكن أن يتسبب خمول أو فرط نشاط الغدة الدرقية في ظهور مشاكل تجعل المرأة تعاني من تأخر وإضطراب في دورات الحيض.
9. الإكثار من التمارين:
غالبا مانجد أن النساء اللائي يمارسن الرياضة لفترات طوال أو يستهلكن سعرات حرارية أقل، يعانون من نقص الهرمونات التي قد تؤدي إلى تأخر الدورة الشهرية وعدم إنتظامها.
10. السمنة:
حيث يؤدي انخفاض وزن الجسم إلى التأثير بشكل سلبي على أداء الجسم ودورة الحيض، لأن زيادة الوزن أو السمنة يمكن أن تكون سببا في التغيرات الهرمونية.
علاج تأخر الدورة الشهرية بدون حمل:
يرتكز علاج تأخر الدورة الشهرية بدون حمل على تحديد سبب الحالة، علما أن تأخر الدورة الشهرية الذي يكون أثناء سن البلوغ أو فور اقتراب سن اليأس ليس في حاجة للعلاج أساسا لأنه حالة طبيعية، وتتمثل طرق العلاج اعتمادا على المسبب في ما يأتي:
1. تغيير وسائل منع الحمل وتحديد النسل:
يجب معرفة إذا كان سبب تأخر الدورة الشهرية ناتجا عن استعمال وسائل منع الحمل المختلفة وامتد لعدة أشهر، هنا يجب أن تقوم المرأة بزيارة الطبيب المختص للتعرف على طرق العلاج المناسبة بشكل يتناسب مع المشكلة التي قد تسببها هذه الوسائل.
2. علاج متلازمة تكيس المبايض والسمنة:
إذا كانت السمنة هي السبب في تأخر الدورة الشهرية، فيستحسن خفض الوزن لأن ذلك سيساعد على استقرار الدورة الشهرية، إذ سيكون الجسم غير محتاج لإنتاج كمية كبرى من الأنسولين، وهذا من شأنه أن يؤدي إلى تخفيض مستويات هرمون التستوستيرون والمساهمة في التخلص وتجنب مشكلة تكيس المبايض.
3. علاج مشكلات الغدة الدرقية:
هناك عدة طرق لعلاج مشكلات الغدة الدرقية، كالعلاج بالجراحة والعلاج باليود المشع وغيرها من الطرق.
4. التخفيف من الإجهاد واضطرابات الأكل:
يعتبر الإجهاد واضطرابات الأكل وفقدان الوزن بشكل غير طبيعي من أكثر مسببات تأخر الدورة الشهرية بدون حمل، ولعلاج هذه المشكلات كلها يجب على المرأة متابعة حالتها مع الطبيب النفسي المختص، كما يمكنها تطبيق بعض التقنيات كالإسترخاء والراحة من أجل الشعور بالسلام الداخلي.
5. وصف بعض الأدوية:
ومن أبرز هذه الأدوية:
●موانع الحمل الهرمونية:
بعض الحالات في حاجة إلى أدوية معينة كموانع الحمل الهرمونية لعلاج مشكلة تأخر الدورة الشهرية، والتي تشمل مايلي: حبوب منع الحمل المركبة التي تؤخد عن طريق الفم، والغرسة الهرمونية، وهرمون البروجسترون الذي ينشط الرحم، والحلقة المهبلية، وهناك أجهزة يتم وضعها داخل الرحم تحتوي على هرمون البروجسترون، حيث يقوم الطبيب بتحديد الإختيار المناسب بعد تحديد الآثار الجانبية المحتملة لكل نوع من أنواع العلاجات السالفة الدكر.
●دواء ميتفورمين (Metformin):
هذا الدواء يساهم في تقليل إنتاج الغلوكوز في الكبد وتحسين حساسية الأنسولين، وهذا من شأنه علاج مرض السكري، وهذا الأمر يفيد بالأساس النساء اللائي يعانين من متلازمة تكيس المبايض، لأنه يساعد على إنتاج الأندروجينات أو التستوستيرون في المبايض، ويساعد على مقاومة الأنسولين، ممايؤدي إلى تحسين وظائف المبايض وبالتالي علاج مشكل تأخر الدورة الشهرية.
قد يهمك:
علاج تأخر الدورة الشهرية بدون حمل بطرق طبيعية:
سنقدم بعض الطرق لعلاج تأخر الدورة الشهرية بدون حمل، وينصح قبل تطبيقها باستشارة الطبيب المختص:
- البابايا الغير الناضجة: البابايا الخضراء الغير الناضجة مفيدة جدا لتقلص ألياف عضلات الرحم، هذا الأمر سيساعد على تنظيم الدورة الشهرية، حيث يتم استهلاك عصير البابايا غير الناضجة بإنتظام إلى حين الشعور بالتحسن، ويجب التدكير أنه لا يجب تناول العصير خلال فترة الدورة الشهرية.
- الكركم: يعتبر الكركم من الأعشاب الطبيعية المنظمة للتوازن الهرموني وتنظيم الدورة الشهرية، كما أنه يحتوي على خصائص مضادة للالتهابات والتشنج، وتساعد على تخفيف آلام الدورة الشهرية بشكل جيد، ويتم الاستفادة منه من خلال خلط ربع ملعقة صغيرة منه مع الحليب أو العسل وتناوله بشكل يومي.
- التين الشوكي: يساعد التين الشوكي أو كما يصطلح عليه الصبار في تنظيم الهرمونات وعلاج اضطرابات الدورة الشهرية، حيث يتم تناوله طازجا مع ملعقة صغيرة من العسل يوميا على الريق.
- الزنجبيل: تناول الزنجبيل مهم جدا لعلاج تأخر الدورة الشهرية، وللإستفادة منه يتم إضافة ملعقة كبيرة من الزنجبيل الطازج لإناء من الماء المغلي، ويضاف إليه القليل من السكر أو العسل، ويتم تناوله من مرتين إلى ثلاثة كل يوم.
نصائح مهمة لعلاج تأخر الدورة الشهرية بدون حمل:
هناك مجموعة من النصائح البسيطة التي ستتساعد على علاج تأخر الدورة الشهرية،ندكرها كالتالي:
- اتباع نظام غذائي صحي: إن إتباع النظام الغذائي غير الصحي يمكن أن يؤدي إلى تأخر الدورة الشهرية واضطرابها، كما أن تناول الأطعمة المصنعة والوجبات السريعة يسبب خللا في هرمونات الجسم، وبالتالي يجب الحرص على تناول الأسماك، والخضراوات، والفواكه، واللحوم بكل أنواعها لضمان حصول الجسم على جميع المكونات الغذائية الضرورية.
- ممارسة اليوغا والتمارين الرياضية: ممارسة اليوغا والتمارين تساعد على تنظيم الدورة الشهرية بشكل كبير، ومفيدة أيضا في الحفاظ على الوزن الصحي، والوقاية من الإصابة بمتلازمة تكيس المبايض، كما أنها سببا في الشعور بالراحة والاسترخاء.
متى يجب عليك استشارة الطبيب عند تأخر الدورة الشهرية؟
بإمكانك زيارة الطبيب في أي وقت تريدين عندما تشعرين بالقلق، لكن المقصود هنا هو أن هناك فترات طبيعية تمر بها الفتاة أو السيدة بعدم انتظام دورتها؛ عندما تبدأ لأول مرة، وعند الدخول في مرحلة انقطاع الطمث وهي حالة غير مقلقة.
أحيانا قد تضطرب كذلك الدورة الشهرية بينهما للأسباب السالفة الدكر. فإذا طالت المدة وتكرر غياب الدورة الشهرية بعد انتظامها فلا بد من زيارة الطبيب فب هذه الحالة، كما يجب زيارة الطبيب بسرعة في الحالات التالية:
- نزول الدورة على شكل نزيف حاد على غير العادة.
- ارتفاع كبير في درجة الحرارة.
- ألم شديد في البطن أو في منطقة الحوض.
- القيء أو الغثيان.
- ألم في الرأس.
- تغيرات في الرؤية.
- تساقط الشعر بشكل كثيف.
- ظهور إفرازات في الثدي.
- استمرار نزول النزيف أكثر من 7 أيام.
وفي الختام يمكن القول أن هناك الكثير من الأسباب المساهمة في تأخر الدورة الشهرية، إلا أن معظمها لا يدعو للقلق، يجب زيارة الطبيب إن طال الأمر لأكثر من دورتين أو ثلاثة للتعرف على السبب واختيار العلاج الأنسب.
إرسال تعليق
إذا كان لديك أي إستفسار حول الموضوع لاتنسى ترك تعليق لك هنا وإبداء رايك بكل أريحية